السبت، 25 يونيو 2011

المرحلة الثانية


المرحلة الثانية

بيان ادريس الاول
أعلن إدريس دعوته إلى المغاربة، ونشر بيانه الأول ومما جاء فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عانده، ولا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية. وصلى الله على محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه وآله الطيبين، أما بعد: فإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، والى العدل في الرعية والقسم بالسوية ورفع المظالم والأخذ بيد المظلوم وإحياء السنة وإماتة البدع وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.. اعلموا يا معاشر البربر أني أتيتكم وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد الخائف الموتور الذي كثر واطره وقل ناصره وقتل إخوته وأبوه وجده وأهلوه، فأجيبوا داعي الله عز وجل إذ يقول( ومن لا يجيب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه من أولياء أولئك في ضلال مبين). أعاذنا الله وإياكم من الضلال وهدانا إلى سبيل الرشاد، وأنا إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، هذه دعوتي العادلة غير الجائرة فمن أجابني فله مالي وعليه ما عليَّ، ومن أبى فحظه أخطأ وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة، إني لم أسفك دماً ولا استحللت محرماً ولا مالاً وأستشهدك يا أكبر الشاهدين وأستشهد جبريل وميكائيل إني أول من أجاب وأناب، فلبيك اللهم لبيك مزجي الجبال سرابا بعد أن كانت صماً صلاباً، وأسألك النصر لولد نبيك إنك على كل شيء قادر وصلى الله على محمد وآله وسلم..»
من هذا البيان نستشف الأسس والركائز الدينية التي استندت ّعليها الدعوة الإدريسية، وخاصة مناداتها للعودة إلى المنابع الإسلامية الصحيحة والتمسك بالسنة، ومحاربة البدع ومختلف الانحرفات التي قد تظهر.
إن هذا المنطلق الديني بات مؤشرا على نجاح هذا المشروع السياسي، فراح إدريس يضع اللبنات الأولى لكيان دولته الجديدة. ففي عهد إدريس الأول انتظم للدولة جيش كثيف وقوي أخضع من حوله من بلاد المغرب الأقصى الكثير، ونشر الإسلام بين القبائل التي كانت لا تزال على المجوسية أو اليهودية أو المسيحية مثل قندلاوة وبهلوانة ومديونة ..
ثم تقدم فأخضع تلمسان في المغرب الأوسط، وبهذا تمكن أمره واستقر حكمه وأرسى قواعد الدولة الفتية، ونجح في أن يقيم ملكاً وطيداً دعامته العدل وإنصاف الناس. 
مابعد ادريس الاول
مع تعاظم قوة الدولة الإدريسية ومع توالي الانتصارات والنجاحات، أدرك هارون الخليفة العباسي مدى الخطورة التي قد يشكلها هذا النجاح الذي حققه إدريس الأول، فدبر مؤامرة لاغتياله، فنجح في تنفيذ مهمته.وتوفي إدريس بن عبد الله في (سنة 177هـ = 793م) على أرجح الروايات، بعد أن نجح في تحدي الصعوبات، وأقام دولة عُرفت باسمه "دولة الأدارسة".
إدريس الثاني
شهد المغرب في عهد إدريس بن إدريس سنة 188هـ /804م نوعا من الازدهار والاستقرار. ومع توافد القبائل العربية من القيروان والأندلس إلى وليلى، قرر إدريس الثاني بناء مدينة فاس لتكون عاصمة للدولة الإدريسية وذلك سنة 192هـ /808م.
سار الإمام إدريس بن إدريس على نهج والده العسكري، فقاد حملتين، الأولى تجاه بلاد المصامدة، والثانية إلى تلمسان. وقد حقق نجاحات تلو النجاحات إلى أن توفي سنة 213هـ/828م وخلفه ابنه محمد الذي قسم مناطق الدولة على إخوته. فكان لهذا التقسيم تأثير سلبي على وحدة البلاد. وقامت صراعات داخلية بين الإخوة منذ 932 م، فكانت فرصة لحكام الأندلس الأمويين الذين استغلوا هذه الانقسامات، فقاموا مرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة إلى أن وقعت الدولة الإدريسية تحت سلطة الأمويين. فتوزع سلطان الأدارسة بين الفاطميين والأمويين بالأندلس، فالقسم الشرقي من مراكش سقط في أيدي الفاطميين، والغربي في أيدي الأمويي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق