السبت، 25 يونيو 2011

مفهوم النسب عند الرسول عليه الصلاة والسلام


مفهوم النسب عند الرسول عليه الصلاة والسلام

ينتسب النبي محمد  إلى (العدنانيون) ويسمون العرب المستعربة لأنهم وفدوا إلى الجزيرة العربية

من البلاد المجاورة.... واختلطوا بأهلها فتعربوا وهم النزاريون والمعديون ويعرف منهم

(الحجازيون والنجديون والأنباط وأهل تدمر). 


ويرجع نسبهم إلى إسماعيل عليه السلام الذي ولد في فلسطين، ثم انتقل مع أمه إلى الحجاز، ونشأ

بها وتزوج، واشترك مع أبيه إبراهيم عليه السلام في بناء الكعبة، ورُزق إسماعيل من الأولاد اثني

عشر ابناً، تشعبت منهم اثنتا عشرة قبيلة، سكنت مكة، ثم انتشرت في أرجاء الجزيرة وخارجها،

وبقي "قيدار" أحد أبناء إسماعيل في مكة، وتناسل أبناؤه حتى كان منهم عدنان وولده معد، ومن هذا

الأخير حَفظت العرب العدنانية أنسابها، وعدنان هو الجد الحادي والعشرون لنبينا محمد صلى الله

عليه وسلم

يكمن أهمية النسب في مفهوم النبي في أمور عديدة منها:

1- لمنع وقوع المحظور بالزواج بين المحارم بسبب الجهل بالنسب.

2- صلة الأرحام والأقارب.

قال النبي محمد : (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر)

3- التعارف بين الناس حتى لا يعزي أحد إلى غير آبائه، ولا ينتسب سوى لأجداده

- الدعوة إلى الله، والدفاع عن حياض الدين والمسلمين
وليس التباهي به واستخدامه وسيلة للتسلط والخلافة والحكم
ولهذا لا يجوز استخدام النسب في : التفاخرقال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
وقال الإمام علي رضي الله عنه
:

ويحك ما الإنسان إلا بدينه.. فلا تأخذ التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارسا.. وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب  
آما سبب اللهث خلف نسب لأهل البيت فهو سياسي بحت (لعدم وجود ذكور للنبي محمد ) يكونوا الورثة الشرعيين للعقيدة المحمدية.

-لأن جميع المسلمين في الأرض قاطبة ينتسبون للنبي محمد  بنسب الدين الإسلامي، وعلى هذا فجميعهم من آل بيته. (على عكس ما جاء به المجتهدون من الأئمة في تصنيف "آهل البيت" منذ أكثر من ألف عام) وهذا لا يتفق مع أخلاق هذا العصر، لأنه يشتت المسلمين ولا يجمعهم، ويخالف النص والعقيدة المحمدية والسنة النبوية، خاصة ما أخذت به بعض الطوائف من تحريف لهذا المعنى، من حفاظ لنسب وحقوق أهل بيت النبي (كما أوصى به نبينا الكريم)، إلى الاستئثار بالخلافة والريادة والحكم وحصة من مال المسلمين
-لا أظن بأن النبي محمد  - لو كان حياً- سيكون راضياً عن كل أولائك الذين يتشدقون بانتسابهم إليه أو إلى أهل بيته، وهم لا يتوانون من إثارة النعرات الطائفية، وزرع البغض والضغينة بين أفراد الأسرة الواحدة، بل لن يكون راضياً عن كل ما قام به أهل بيته وأقرباءه وأصحابه من فتن وبدع وخروج عن الدين -تحت أي بند أو عذر أو مسمى كان- وما أدى إليه هذا الخروج عن الأمة وإجماعها من اقتتال وتفسخ وتدهور في حالتها منذ وفاته إلى اليوم.

-لو كان النبي يبحث عن جاه ومال وسلطة لأهل بيته لمنحهم إياه وهو حي يرزق، ولكن وكما هو معروف فإن النبي  توفي ولم يترك لأهل بيته سوى درعه وبعض الدراهم
والجميع يعلم بأن الانتساب إلى آل النبي  أو أهل بيته هو انتساب تكليف وليس تشريف... هو انتساب إلى طاعة الله ورضوانه... إلى التقشف والزهد عن الدنيا إلى الآخرة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق